Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
En toutes lettres

Écrire, c’est laisser la mémoire faire son œuvre.

صدفة الجحود

أخبرني صديقي ذات يوم بقصة غريبة حصلت له. طلبت منه مؤسسته يوما ما أن يستقبل أحد الضيوف المهمين ويعرّفه بجميع مرافق المؤسسة، ويشرح له استراتيجيتها وثقافتها. صديقي، وكعادته، قام بالمهمة على أكمل وجه، لدرجة أنه لم يجد الوقت لتعريف نفسه للضيف. أما الضيف، الذي بدا واثقًا ومعتدًا بنفسه، فقد افترض أن صديقي ليس سوى موظف عادي مكلف بتنفيذ التعليمات، ولم يكلّف نفسه عناء السؤال عن منصبه.

خلال الجولة، كان صديقي في قمة الحماس، يقدم للضيف شرحًا وافيًا عن كل مرفق. تحدث عن تاريخ المؤسسة وكيفية تطورها، مستعرضًا الإنجازات التي حققتها على مدار السنوات. كان يوضح كيفية توزيع الأدوار بين الأقسام المختلفة، وأهمية التعاون بين الفرق لتحقيق الأهداف المشتركة. لم يوفر صديقي جهدًا في الإجابة عن كل استفسارات الضيف، وأحيانًا كان يبادر إلى تقديم معلومات إضافية، حتى قبل أن تُطرح الأسئلة. كان الضيف منصتًا، مهتمًا بما يسمعه، وأحيانًا يبدي إعجابه بذكاء صديقي وحسن إلمامه بالتفاصيل.

كانت الأجواء مريحة، والضيف أبدى إعجابه الكبير بالشرح والتنظيم الذي قدمه صديقي. وفي لفتة تقدير، قال الضيف له بابتسامة:

  • "عملك رائع. دعنا نذهب لتناول الغداء على حسابي."

صديقي، بطبيعته المؤدبة، وافق على الدعوة، ليس لأنه موظف متواضع كما اعتقد الضيف، بل احترامًا لعرضه الكريم.

توجها إلى أحد المطاعم الفاخرة. كان الضيف يستمتع بالأجواء، ويبدو فخورًا بمكانته. وبينما كان الحديث يتدفق بحرية، قرر الضيف أن يفتح قلبه لصديقي:

  • "اسمع، أنا لست ضيفًا عاديًا هنا. جاؤوا بي لأحل مكان مدير يبدو أنهم سئموا منه."

توقف صديقي للحظة، وقد بدت عليه علامات الدهشة. لم يستطع أن يخفي الاحمرار الذي غمر وجهه. لاحظ الضيف ذلك وسأله مستفسرًا:

  • "ما بك؟ هل قلت شيئًا أزعجك؟"

ابتسم صديقي بخجل وأجاب:

  • "الحقيقة... أنا ذلك المدير الذي تتحدث عنه."

صمت المكان لثوانٍ بدت كأنها دهر. شعر الضيف بحرج كبير، وكأن الأرض انشقت لتبتلعه. لكنه استجمع قواه وقال:

  • "أرجوك، سامحني. لم أعرفك."

ضحك صديقي بخفة دم قائلاً:

  • "لا بأس. على الأقل عرفت الآن رأي مؤسستي فيّ!"

انتهى اللقاء بابتسامات متبادلة، لكن الحادثة تركت أثرًا في نفوس الاثنين. أدرك الضيف درسًا مهمًا في التواضع، بينما خرج صديقي بقصة فريدة يرويها بابتسامة لكل من يلتقيه.

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article